مهما كانت مكانة أو قيمة المرأة في المجال الذي تعمل به، أو حتى مع اختلاف المكان الذي تعمل به سواء أكان رسمياً أو خاصاً أو أكاديمياً، تظلّ النظرة للمرأة على أنها أنثى خاصة في الأعمال التي بها اختلاط، مما يعرّضها في بعض الأحيان لمضايقات بالنظر قد تتطوّر لغزل، ومعاكسات، وربما تحرش لفظي أو جسدي. الوسط الفني نموذج للعمل المختلط بين الفنانين والفنانات، وكل العاملين بالوسط من مخرجين ومنتجين ومؤلفين وفنيين وإداريين بالإنتاج. "سيدتي" فتحت الملف الشائك والسرّي للمضايقات التي يتعرّض لها عدد من الفنانات في العالم العربي ما بين التلميح والتصريح والغزل والتحرش اللفظي...
أوقفه عند حدّه
أوقفه عند حدّه
جيهان عبد العظيم
قالت الفنانة السورية جيهان عبد العظيم: "أعتقد أنه ليست هناك فنانة لم تتعرّض لمضايقات ومعاكسات تحمل طابعاً جنسياً كونها أنثى وليست فنانة، سواء من فنانين أو منتجين أو مخرجين أو فنيين وإداريين، فهو كأس تشربه أغلب الفنانات، ولكنني محظوظة لأنني لم أتعرّض لمثل تلك المضايقات أبداً، وإذا ما حدث وأساء أحد الأدب معي، أوقفه عند حدّه بكل قوة؛ فطبيعة شخصيتي وتربيتي لا تسمحان لي بقبول ذلك. كما أنني أرفض نهائياً التنازل مقابل أي شيء في العمل؛ حيث أنني مقتنعة بفني وموهبتي، ولا أجري وراء المال، فحالتي المادية ميسورة والحمدلله".
المعاكسات اللفظية
أشارت المطربة المغربية جنّات إلى أنه قد تتعرّض أيّة فنانة لمثل تلك المضايقات كون البعض ممّن في الوسط الفني لا يتعامل معها على أنها فنانة بل أنثى، مبيّنة أنها نادراً ما تتعرّض لتلك المعاكسات اللفظية. وأوضحت أنها تتعامل مع هذه المواقف، من خلال إهمالها، وتحاول الابتعاد عمّن يتجاوز حدوده، مشدّدة على أنّ علاقتها طيّبة بجميع الرجال العاملين بالوسط الفني، وتدور في كنف الأخوة والصداقة.
كما أكّدت الفنانة الخليجية بدرية أحمد أنها من المستحيل أن تقدّم تنازلات في عملها الفني من بداياتها وحتى الآن أو في حياتها الشخصية بالطبع، موضحة أنها إنسانة وفنانة واضحة وصريحة وقوية تتعامل مع الجميع بأريحية، إلا من يتجاوز في حقها فتتحوّل وقتها إلى امرأة فولاذية تردّ بكل حدّة على من يتخطّى حدوده معها. وتابعت قائلة: "منذ سنوات طويلة كانت هناك علاقات زمالة وصداقات محترمة بين الفنانات والفنانين، ولكن حالياً أعتقد أن أيّة علاقة بين فنان وفنانة غالباً ليست شريفة حتى لو كانت الفنانة تقصد الزمالة المحترمة فقط؛ فالفنانون الرجال لهم غرض سيّئ لإشباع شهوة ليس إلا. وهناك بعض الفنانات الجديدات يسعين للعلاقات الجنسية المحرّمة مع الفنانين، وقد طردت من لوكيشنات تصوير عدد من أعمالي بعض الفنانات غير الشريفات".
نعم تعرّضت للتحرش
فيما تقول الفنانة الخليجية أمينة العلي: "أغلب من يعملون بالفن من الرجال يؤمنون برسالة الفن والمواهب ويعطون الفرص للوجوه الجديدة، ولكن البعض منهم يحاولون استغلال الفنانات وخاصة الجديدات على الوسط. وبالفعل، حصل لي بعض المضايقات خلال تجربتي الفنية القصيرة، ولكني لا أسمح لأحد بأن "يدوس لي على طرف"، وأضعه عند حدّه، كما أنني لست مستعدّة للتنازل عن عملي بالفن. ومؤخراً رشّحني منتج محترم لبطولة عمل جديد قبل كتابة النص، وكان يحادثني باستمرار عن أنّ هذا المسلسل سيكون نقلة نوعية في حياتي الفنية، خاصة وأنني لا زلت في البداية، وبعدها فوجئت بمدير إدارة الإنتاج والمشرف على العمل يرسل لي رسائل غزل غريبة، وبلباقة ولطافة طلبت منه ألا يرسل لي مثل تلك الرسائل مرة أخرى، وأخبرته أنني سأتزوّج قريباً رغم أنّ هذا غير حقيقي حتى يبتعد عني. وعندما تيقّن بأنه لن يصل لشيء ممّا يريده معي، أوقع بيني وبين المنتج حيث قال له إنني غير ملتزمة في مواعيدي، وغير مريحة في التعامل مع الفنانين، فغيّر المنتج رأيه وسحب مني الدور، فأرسل لي مدير الإنتاج رسالة أخرى يقول لي فيها: "انسي أن تعملي في هذا المسلسل".
يتجاوز حدوده
أوضحت الفنانة اللبنانية مروى أنها قد تكون طيّبة في تعاملاتها مع الناس وخاصة بالوسط الفني، ولكنها في الوقت ذاته حاسمة جداً في إيقاف أي أحد يتجاوز حدوده معها ويفهمها بشكل خاطئ، مبيّنة أنها ومنذ دخولها مجال الفن تتعامل بشكل محترم مع زملائها الفنانين وكل العاملين بالوسط، وأنها ترتبط بعلاقة صداقة طيبة بأغلب الفنانين، لافتة النظر إلى أنها باتت تدقّق في اختياراتها الفنية بشكل أكبر وترفض الأدوار المثيرة رغم أنّ بعض المنتجين والمخرجين يحاولون حصرها في دور الفتاة الجميلة المثيرة.
وضعت حداً للتعامل
أما الفنانة هيفاء حسين فقالت عن هذا الأمر: "أولاً بعض المضايقات الذكورية التي لها طابع جنسي تجاه الأنثى شيء موجود في كل مجالات العمل التي بها اختلاط تقريباً وليست حكراً على الفن؛ إذ يتمّ التعامل مع الفنانة على أنها أنثى، ولم أتعرّض لأي نوع من المضايقات منذ دخلت المجال الفني وحتى الآن حيث وضعت حداً للتعامل مع الجميع من خلال احترامي لنفسي وللآخرين والمعاملة برقي وعدم تجاوزي لحدودي، وبالطبع لم يعاملني أي فنان عكس معاملتي له، ولذلك فرضت احترامي على جميع الرجال بالوسط الفني، كما أنني أتعامل مع أي شخص حسب الموقف. وخلال فترة انفصالي عن زوجي الأول، عرض عليّ بعض الفنانين الزواج والارتباط الرسمي والشرعي، ولكنني كنت أرفض بلطف. وفي حال تجاوز أحد حدوده معي، أكون حازمة وحاسمة وحادّة وجافة معه".
الخطوط الحمراء
بيّنت الفنانة المصرية غادة عبد الرازق أنها ومنذ دخولها المجال الفني تحترم نفسها وأسرتها وتقاليد المجتمع، وأنها لم تقدّم أي تنازلات خلال مشوارها الفني؛ حيث تختار أدوارها بعناية ولا تخرج عن إطار الشخصية التي تؤدّيها بالاتفاق مع مخرج العمل، موضحة أنّ علاقتها مميزة جداً بأغلب الفنانين، وأنها ترتبط بصداقات وطيدة مع عدد منهم داخل وخارج الوسط، لافتة النظر إلى أنّ بعض ضعاف النفوس قد يتخيّل أن تجسيدها لبعض الأدوار الجريئة يسمح له بتجاوز الخطوط الحمراء في الحديث أو التعامل معها ولكنها في تلك الحالة تكون إنسانة غير التي يعرفونها، عدائية وحادّة في الرد على مثل هؤلاء.
ليست لي صداقات بالفنانين
فيما قالت الفنانة السورية كنده حنا: "طوال تجربتي الفنية لم أتعرّض لأي نوع من أنواع المضايقات مطلقاً؛ حيث أنّ كل ما يربطني بالوسط الفني العمل فقط في حدود الزمالة الطيّبة والمحترمة. أما خارج مواقع التصوير فليست لي صداقات بالفنانين، ولا أحضر المناسبات والحفلات الفنية، فأنا بعيدة كل البعد عن المواضيع التي تسمح بوجود تجاوزات ذكورية بالأساس".
فيما قالت الفنانة السورية كنده حنا: "طوال تجربتي الفنية لم أتعرّض لأي نوع من أنواع المضايقات مطلقاً؛ حيث أنّ كل ما يربطني بالوسط الفني العمل فقط في حدود الزمالة الطيّبة والمحترمة. أما خارج مواقع التصوير فليست لي صداقات بالفنانين، ولا أحضر المناسبات والحفلات الفنية، فأنا بعيدة كل البعد عن المواضيع التي تسمح بوجود تجاوزات ذكورية بالأساس".
حائط الصدّ
اعتبرت الفنانة المصرية منّة فضالي نفسها من الفنانات اللاتي لم يتعرّضن لأي مضايقات أو معاكسات أو تلميحات تمسّها كونها أنثى في عملها الفني، موضحة أنها دخلت المجال الفني وهي صغيرة السن مما استلزم أن تكون بصحبة والدتها دائماً سواء في اللوكيشنات أو مواقع التصوير الخارجية، مبيّنة أنّ والدتها كانت حائط الصدّ الذي يمنع أي أحد من الاقتراب منها رغم أنّ الوسط به العديد من المشاكل والمضايقات. أما عندما كبرت ونضجت فنياً، فأصبحت قادرة على التعامل بشكل طبيعي ولطيف مع زملائها بالوسط الفني، ولكنها شدّدت على أنها تصبح شرسة وحازمة إذا تخطّى أحد الخطوط الحمراء معها تلميحاً أو تصريحاً.
فرضت احترامي
قالت الفنانة السعودية مروة محمد: "منذ بداية دخولي المجال الفني وعلاقتي جيدة بالجميع سواء النساء أو الرجال في الوسط، وقد فرضت احترامي بتعامل محترم ومحدّد مع الزملاء، والحمدلله لم أواجه أي صعوبات من أي نوع كفنانة أو كأنثى خلال مشواري الفني. ورغم اعترافي بأنه من الطبيعي أن يكون هناك تنازلات في الفن مثلما هو موجود في أي مجال آخر، إلا أنني لم أتعرّض لذلك في بداياتي وحتى الآن. وبالتأكيد، أرفض أي تنازل سواء في طبيعة الشخصية التي ألعبها أو جرأتها أو ملابسها. فأنا لا أفعل إلا ما يناسب شخصيتي وتربيتي وديني وعادات وتقاليد مجتمعي".
حادّة وحاسمة في الردّ
أوضحت الفنانة الخليجية أميرة محمد أنّ تعاملاتها الواضحة مع رجال الوسط الفني في إطار الزمالة داخل لوكيشن التصوير فقط جنّبتها الدخول في مشاكل من نوعية ما تتعرّض له بعض الإناث من الذكور في المجال الفني، مشدّدة على أنها حادّة وحاسمة في الردّ على من يحاول مضايقتها بأي شكل، ورافضة أي تنازل في حياتها الشخصية وعملها الفني، مبيّنة أنّ لديها خطوطاً حمراء في الفن تتوافق وطبيعة شخصيتها ومجتمعها المحافظ
0 التعليقات:
إرسال تعليق